معهد الشارقة للتراث يصدر “فنون شعبية من العالم” و”عمري 3000 سنة”
أطلق معهد الشارقة للتراث ألبومين موسيقيين من التراث الفني، للباحث والموسيقي أزهر كبة، رئيس قسم التراث الفني بالمعهد، يستعرض الألبوم الأول المعنون بـ: عمري 3000 سنة، “12 تراكاً”، منها موسيقى لأغانٍ من التراث العراقي.
الشارقة 24:
أصدر معهد الشارقة للتراث، مؤخراً، ألبومين موسيقيين من التراث الفني، للباحث والموسيقي أزهر كبة، رئيس قسم التراث الفني بالمعهد، يستعرض الألبوم الأول المعنون بـ: عمري 3000 سنة، “12 تراكاً”، منها موسيقى لأغانٍ من التراث العراقي، يترجم السنطور غناءها بتوزيع جديد، وكذلك مؤلفات موسيقية، وتأتي عناوين المقطوعات الموسيقية كما يلي: بهيدة/ عد وانة عد، وهيام، وهذا مو إنصاف، وذكريات بغدادية، واسكودارا، ورحلتي إلى الأندلس، والنوم محرم، وهاجن جنوني، ودروب السفر، بالإضافة إلى موسيقى سارة، وتقاسيم من وحي مقام الراست، وحكايات موسيقية.
ويشتمل الألبوم الثاني على فنون شعبية من العالم، تقدّم توليفة جميلة لمجموعة من الفرق الفنية: فرقة الشارقة الوطنية، الأرجنتين، البوسنة، كرواتيا، إسبانيا، تشيلي، المكسيك، أوكرانيا. وقد تم توثيق هذه الفنون للفرق الشعبية التي شاركت في أيام الشارقة التراثية خلال السنوات الماضية، في نطاق اتساع دائرة اهتمام المعهد بالفنون الشعبية الإماراتية والخليجية، باعتبارها نافذة مشرّعة على العالم.
وأكد الفنان العراقي أزهر كبة إن موسيقى السنطور تسهم في دخول السامع والمتابع إلى عالم الهدوء النفسي، والراحة الفكرية، والسلام الداخلي، كما أن جمال سحرها يبعث دائماً على السلام الداخلي، وكأنه يأخذ المستمع إلى أمكنة تسمو عن الأرض إلى فضاءات بلا حدود، إضافةً إلى أن السنطور من الآلات الموسيقية صعبة الاستخدام، الأمر الذي أدى إلى قلة العازفين عليه»، موضحاً «إننا نحتاج إلى خبراء في عالم الموسيقى؛ لكي يسهموا في الحفاظ على هذه الآلة المدهشة، وحمايتها من الاندثار.
ولفت كبة إلى أن السنطور آلة موسيقية وترية تعود إلى الحضارات العراقية الأولى، منذ عهد البابليين والسومريين، حيث جسّدوا السنطور في ملاحمهم التاريخية، مثل ملحمة جلجامش، وهي تشبه آلة القانون، لكنها تختلف عنها في طريقة العزف، فمع آلة السنطور يتم العزف من خلال الضرب على أوتاره بمضربين صغيرين من الخشب، ويقوم بتبديل الأصوات بتحريك الحمالات التي تسند الأوتار، (عادة مصنوعة من الخشب)، بينما يتم العزف بآلة القانون، بريشتين مصنوعتين من الفضة، تلبسان في سبابتي يدي العازف اليمنى واليسرى، ثم ينقر بهما على الأوتار التي أمامه.
وأوضح أن آلة السنطور تحتوي على أربعة وعشرين نغمة مختلفة، وتكون مقسّمة ومشدودة بشكل رباعي، فكل أربعة أوتار لها درجة صوتية واحدة؛ ويبلغ عدد الأسلاك أو الأوتار في السنطور 100 وتر، مع مفاتيح يبلغ عددها 100 أيضاً، وتقع على يمين الآلة، ويتوزع كل مفتاح لوتر منها مخصص للدوزان أو التيونك؛ لضبط الأنغام والدرجات الصوتية، وللسنطور دور كبير في السيطرة على إيقاع الأغنية، ونقل المفردات الموسيقية.
ومازالت أنغام آلة السنطور التراثية تصدح في العالم العربي والعالم الغربي، منذ 3000 سنة، وهي في مقدمة الآلات العراقية القديمة، وتستطيع أن تقدم ما لم يقدمه الأسبقون، وتتميز وتبدع.
وجاء طرح الألبوم لتعزيز وجود السنطور وحضوره في المشهد الموسيقي، وفي الوقت نفسه دعوة لسماع أنغامه بعد غياب عازفي هذه الآلة وعزوفهم عن تقديم ألبومات موسيقية تعتمد عليها، كما أنه من المهم تقديمها اليوم بشكل يواكب الحاضر من خلال طريقة العزف بالشكل غير التقليدي، والتوزيع الحديث، والموسيقى المبتكرة، التي لم تقدم سابقاً حتى الآن من خلال الآلات التراثية الأخرى.
واستغرق هذا العمل نحو سنة ونصف السنة، كي يتم إنجازه، حيث تم العمل طوال تلك الفترة على الاختيار الدقيق للأعمال وإعادة التسجيل، وإعادة التوزيع بشكل أجمل، حيث إن الموسيقى لغة عالمية، وإن كانت بلهجات مختلفة، تستهدف كل من يحب الحياة والجمال والطبيعة، ومن الممكن أن يسمعها ويفهمها الجميع، ومن الممكن أن يستفيد منها طلبة آلة السنطور، ومحبو الاستماع للموسيقى الكلاسيكية العربية، وبطريقة التوزيع الموسيقي الحديث